مارس 2021

من أعظم شعراء اللغة العربية وأكثرها تأثيراً في لغتنا الفصيحة هو "أبو الطيب المتنبي"، فمن هو هذا الشاعر؟ ولماذا سمي المتنبي بهذا الإسم؟ وما هي أعظم إنجازاته؟ وما هي أشهر الأبيات التي عرف بها المتنبي؟
الشاعر العباسيّ المعروف " أبو الطيب المتنبي " هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفيّ، وهو ملقب أيضاً بـ " أبي الطيب الكنديّ" وهو شاعر كوفيّ. ولد أبو الطيب المتنبي في الكوفة بالعراق في العصر العباسي في عام 303 للهجرة وتوفي في عام 354 للهجرة عن عمر يناهز الواحد والخمسين.
ينتمي الشاعر لقبيلة "كندة" في الكوفة، وقد عاصر "سيف الدّين الحمداني" وكان من مؤيديه، وقد استفاد كثيراً من عطاءات وهدايا سيف الدولة له. يعتبر الشاعر أبو الطيب المتنبي من أعظم شعراء العصر العباسي بشكل خاص وأعظم شعراء اللغة العربية بشكل عام، وهو شاعر تمكّن من أن يكون متميّزاُ متفرداُ في شعره وهو مصدر إلهام للكثير من الشعراء والأدباء. وقد بدأ كتابة الشعر في عمر التسع سنوات، وعرف بحدّة ذكائه وموهبته الشعرية الناضجة وبأنّه شاعر أنانيّ ومتكبّر ومغرور. معظم قصائد المتنبي تدور مواضيعها في "مدح الملوك والأمراء"، فمدح سيف الدولة الحمداني.
كما تدور بعض قصائده حول موضوع "الوصف" فوصف المعارك والحروب التي عاصرها، وكانت أشعاره فيما بعد سجلاً تاريخياً لهذه الحروب.
كما أنّه يعرف بوصفه للطبيعة البشرية، وأخلاق الناس، وهو شاعر معروف باغتراره بنفسه وطموحاته، كما اشتهرت الكثير من أبياته التي تتناول موضوع "الحكمة" وأصبحت أمثالاً تقال في الكثير من المناسبات، وهي تعكس نظرته للحياة وحكته فيها. من أشهر أبيات أبي الطيب المتنبي في الحكمة:
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به***في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل والهجر
أقتل لي مما أراقبه***أنا الغريق فما خوفي من البلل
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ***فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
أمّا أشهر أبياته في إعتداده وفخره بنفسه:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي***و أسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيداء تعرفني***والسيف والرمح والقرطاس والقلم


سبب تسمية المتنبي بهذا الإسم:
هناك أقوال مختلفة في سبب تسميته بهذا الإسم، وهذا الأقوال هي: أنّه يقال أنّ المتنبي قد ادّعى النبوة في منطقة "بادية السماوة" وقد تبعه بعضاً من بني كلب وغيرهم إلا أن أسره الإخشيد أمير حمص، وتاب وأطلق سراحه. ويستشهد أصحاب هذا القول ببعض من قصائده.
بعض الباحثين رجحّوا سبب تسمية المتنبي بهذا الإسم إلى أنّ هذا اللقب أطلق عليه في بادية كلب بسبب هذه الأبيات:
ما مقامي بأرض نخلة إلا***كمقام المسيح بين اليهود
أنا في أمَّـةٍ تداركها الله***غريبٌ كصـالح في ثمود

وهو القول الأرجح، أنّ المتنبي سميّ بهذا الإسم لكونه "متنبّئ الشعر" فقد كان شاعراً متفوقاً على غيره ممن سبقه وممن جاء بعده أيضاً.

عندما ينفعل الإنسان ويغضب تحصل في جسمه تغيرات فيزيولوجية أهمها إفراز هرمون الأدرينالين، وهذا يؤثر على ضربات القلب واضطراباتها وتسارعها واضطراب استهلاك الأوكسجين وارتفاع ضغط الدم.
هذه الأعراض تزداد حدة عندما يكون الإنسان واقفاً لأن عضلات جسمه تكون مشدودة وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين، وإذا ما غضب فجلس أو اضطجع فإن نسبة هذا الهرمون تنخفض. وإذا ما تذكر الإنسان لقاء الله تعالى واستعاذ به من شر الشيطان وأدرك بأن هذا الغضب إنما هو من عمل الشيطان عادت حالته النفسية للاستقرار فالغضب هو توتر نفسي ناتج من عدم تقبل فكرة أو الإصرار على فكرة معينة بغض النظر عن صحتها أو خطئها.
إذن الطريقة المثلى لعلاج الغضب هي الاستعاذة بالله من الشيطان. وفي علم النفس لو بحثنا عن الجذور العميقة الكامنة وراء أي انفعال نفسي نجدها عدم الرضا بشيء ما. وعندما يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه يعترف أن هذا العمل من عمل الشيطان وأنه يمكن علاجه وأن الخير والشرّ بيد الله وأن المؤمن دائم القناعة والرضا بما كتبه الله عليه.
لذلك نجد أن العلاج لأي خلل نفسي هو علاج جذور هذا الخلل، وإذا كانت المشكلة التي سببت الغضب هي عدم الرضا، فعندما يرضى الإنسان بالشيء الذي يعتبره صادراً من الله تعالى وأن الله بيده العلاج، فهذا يؤدي إلى كبت وإسكات الغضب بل وإبداله بالرضا والقبول.

 
والثابت علمياً أن الغضب هو شكل من أشكال الانفعال النفسي الذي يؤثر على القلب بشكل سيئ فيسبب تسريعاً لضرباته وجهداً إضافياً عليه. وعندما يغضب الإنسان يضخ القلب كميات كبيرة من الدم تؤدي إلى ارتفاع الضغط وتكرار هذه الانفعالات مع الزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. ومن هنا يتضح لنا أهمية نصيحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
ولذلك عندما جاء رجل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب).. [رواه البخاري]. هذا العلاج الطبي الناجح تحدث عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).. [رواه أحمد].
وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً اشتد غضبه فقال عليه الصلاة والسلام: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد) [رواه البخاري ومسلم]. وقد أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن قوة الإنسان ليست في جسده بل في سيطرته على نفسه: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). ومن خلال بعض الأبحاث الحديثة تبين أن تكرار الغضب بشكل مستمر يقصّر عمر الإنسان بسبب إصابته بالأمراض النفسية والجسدية.
والخلاصة أنك لكي تتخلص من أي انفعال مهما كانت الظروف تذكر أن الله تعالى موجود ويراك وسوف لن يتركك، بل سيدافع عنك، وبالتالي ينبغي عليك أن تتسامح، وهذا ما يؤكده الباحثون اليوم أن أفضل طريقة لعلاج التوتر النفسي هو التسامح.

Author Name

Image 1 Title

Image 1 Title

Image 2 Title

Image 2 Title

Image 2 Title

Image 2 Title

Image 3 Title

Image 3 Title

Image 4 Title

Image 4 Title

Image 5 Title

Image 5 Title

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

BUY SEVIDA NOW!
Layout
Boxed Full
Boxed Background Image
Main Color
#007ABE
يتم التشغيل بواسطة Blogger.